قضايا و حوادث علوش العيد: الدولة ترفع يديها.. أسعار خرافية.. والمواطن يشتكي ولكنه يشتري
يستمر الجدل بين الفلاح من جهة وبين المواطن من جهة أخرى ساعات قليلة قبل عيد الأضحى بسبب غلاء الأسعار ، ففي حين تنادي بعض الأصوات بمقاطعة العيد هذه السنة، يرى أخرون أن تونس لها ما يكفي من «العلوش» لهذه السنة في حين يتهم آخرون اتحاد الفلاحين بانه ساهم في حرمان المواطن التونسي من شراء أضحية تتناسب وقدرته الشرائية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يدفع وزارة التجارة لاختيار التصدير كحلّ لمعضلة غلاء الخرفان وتعديل السوق وهل فعلا نحن في حاجة لأن نستورد أضاحينا بالعملة الصعبة ؟
6 ألاف خروف إسباني لا تكفي
أكد مصدر مسؤول من شركة اللحوم لأخبار الجمهورية أن أعدادا كبيرة من المواطنين تهافتوا على مقر الشركة منذ صبيحة يوم الأحد لشراء الخروف الإسباني وهم من مختلف الشرائح الاجتماعية وحتى من رجال التعليم كالأساتذة والمعلمين. وكشف لنا أن وزن الخروف يتراوح بين ال35وال52كلغ، أي أن سعر الخروف يتراوح بين ال350دينارا وال520دينار وهي أسعار قال انها معقولة جدا وأن المواطنين عبروا لهم عن ارتياحهم لهذه الأسعار.ونفى مصدرنا في المقابل أن يكون هناك من المواطنين من تمكّن من الحصول على أكثر من خروف باعتبار أن الاستظهار ببطاقة التعريف ضرورية وأنه يقع تخزينها في برنامج إلكتروني أعد للغرض .
لكن في المقابل كشف مصدرنا أن العديد من المواطنين عبروا عن استيائهم من الرقم الضئيل الذي وقع استيراده وأنه لا يوفّر حاجيات العدد الهائل من المواطنين .
خاصة أمام ارتفاع سعر الخروف التونسي الذي يباع بسعر لا يقل عن ال12دينارا للكيلوغرام الواحد.
من العيب أن تستورد تونس الخرفان من الخارج
في نفس الإطار حول موقف النقابة الوطنية للفلاحين من توريد تونس لـ6000 خروف إسباني، أفادنا عزيز بوحجبة عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للفلاحين أن النقابة وفي كل بياناتها رفضت كليّا عملية توريد الأضاحي من خارج الحدود مشيرا إلى أننا نملك قطيعا من الضأن حوالي 4ملايين ونصف أنثى رقم قال عنه :»لا نعتقد أنه غير قادر على توفير احتياجاتنا من الأضاحي»، معتبرا أنه من المفارقات العجيبة أن دولة كتونس معروفة بتربية الماشية تستورد أضاحيها من دول أوروبية، وتنشر معلومات غير منطقية ولا محايدة، فالفلاح الإسباني مثلا يتلقى دعما من الاتحاد الأوربي بما قيمته 30في المائة وهو ما يفسر انخفاض سعر الخرفان مقارنة ببلادنا،في حين أنه كان من المفروض أن نكون كاستراليا ونيوزلندا اللذان يصدران إلى دول الخليج وأوروبا لحوم الضأن في حين أنه وفي تونس فقط تتخلى الدولة عن الفلاح ولا تكتفي بقطع الدعم عنه بل برفع الدعم عن مادة ضرورية كالشعير الذي ارتفع إلى 42دينار للقنطار الواحد وهي مادة أساسية لتربية الضأن، هذا علاوة على ارتفاع أسعار الأعلاف الأخرى ك»السداري» وأعلاف التسمين .وتساءل عزيز بوحجبة عن خطة توفير المراعي المحلية وهو ملف قال انه رهين رفوف وزارة الإشراف منذ 2003.
لهذه الأسباب ارتفعت أسعار الأضاحي
وتساءل بوحجبة عن استغراب المواطن من ارتفاع سعر الأضاحي وهو الذي يعلم أن سعر كيلو اللحم بلغ ال24دينارا لدى القصابين حيث اعتبر أن تكاليف الخروف بالنسبة للفلاح يبلغ ال10دنانير وأن البيع بحساب ال11دينارا سيوفر هامش ربح معقول للفلاح ونصح المستهلكين بعدم شراء الكلغ الحي بأكثر من الـ11دينارا .
من جهة أخرى نفى عمر الباهي نائب الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والعضو المكلف بالثروة الحيوانية أن يكون لارتفاع كلفة التسمين اثر كبير على ارتفاع الاسعار في السوق.فكلفة الكغ من اللحم الحي لا تتجاوز حسب الباهي 10دنانير وذلك باعتبار أن ثمن الخروف المعد للتسمين لا يتجاوز320 د يضاف اليه كلفة التسمين من أعلاف وخدمات بيطرية ويد عاملة مشيرا الى أنه وباضافة هامش ربح في حدود 10 بالمائة يصل سعر الكلغ من اللحم عند البيع الى حدود 500ر11 د، موضحا أن أضحية بوزن 35 كغ لا يتجاوز ثمنها 380 دينار وهو سعر مقبول جدا.
واتهم الباهي السلطات بالتقصير بعد أن رفضت الحكومة دعم الفلاحين من خلال اقرار منحة شهرية بقيمة 10 د للفلاح نظير كل خروف مسمن لمدة 5 أشهر مما يجنب البلاد توريد الخرفان بالعملة الصعبة.ولكنه وتحت ضغط الاتحاد لم يقع توريد إلا 6ألاف خروف إسباني.
المواطن يشتكي لكنه يشتري
رغم أصوات التذمر من غلاء أسعار الأضاحي فإن جولة قادتنا لبعض أماكن بيع الخرفان كشفت لنا أن المواطن التونسي أبعد من أن يقاطع علوش العيد وأنه رغم ذلك يتحول للأسواق بحثا عن علوش العيد.وأن أغلبهم يميلون إلى شراء الخروف التونسي رغم أن معدل أسعاره ما بين ال500وال600دينار أما الحديث عن أسعار تفوق ال700دينارا فهذا لا يهم إلا أصحاب الجيوب المنتفخة .
عبداللطيف العبيدي